{ سخرت من رقص امه فطلقها ليلة الزفاف}...قصة جميلة
--------------------------------------------------------------------------------
كثير ما نبالغ في الشكليات فتزداد سرعة العجلة ليغيب الحلم والأناة فتنهزم حكمة الرجال.
وتلك حادثة غريبة تشد مسامعنا وقلوبنا لحظة ما نتلقاها ونختزنها في داخلنا, حادث طلاق عروس من زوجها وأمام الحضور, الفرح أشاد به أهل الحي وحكوا عنه كثيراً.. فالعروسان من أسرتين شهيرتين في إحدى الدول العربية وذوا حسب ونسب ولذا فالعرس كان له صدى كبير بين الحضور. فالعروسان انتهيا من مشوار الزفاف إلى النهاية في الكوشة المزدانة بمقعدين مذهبين وجوارهما الورود والأزهار وفوقهما الإضاءة متعددة الألوان.
الكل يشارك, وملامح السعادة ترتسم على وجوه الجميع وأصوات الفرح تعلو شيئا فشيئا حتى كانت الليلة بلحظاتها الجميلة هي فرحة الانتظار الطويل و الحلم القديم واللقاء الحميم.
أم الزوج كانت سعيدة, فالعريس ابنها الوحيد الذي رزقت به وسخرت له كل حياتها حتى أصبح مهندسا ناجحا , وكان كل أملها أن تراه عريساً, قبل أن يدنوا أجلها, وبالفعل تحقق لها ما أرادت, ابنها أصبح عريساً وأمام عينيها يجلس في الكوشة, هنا قامت أم الزوج في هذه اللحظات عن فرحتها وسرورها بزواج ابنها فزادت مشاعرها الفياضة واهتز وجدانها برقصات وتلويحات الفرح والدموع في عينيها والأهازيج والطبول لا تغيب عنها فمالت الأم يمينا ويسارا وسط سعادة الجميع وفرحهم إلا العروس التي استهجنت هذا الأمر ورفضته فمالت على العريس بغضب وقالت: قل لأمك أن تجلس لأن رقصها فاشل وما تقدمه ما يناسب الفرح ومقامات الحضور!!!!!!...
اندهش الزوج واعتبرها مزحة ثقيلة لكنها رفضت بشدة وطالبته وهي تصرخ أن يطالب أمه بعدم الرقص.
هنا ينتفض الزوج وتخونه حكمته فيقوم بلحظة غضب أمام الجميع فيعلن أمامهم طلاقا خارجاً من بوابة الحزن الضيقة متوجها إلى حسرة الألم وفيضان الجرح, حجته أن عروسه في يوم الزفاف تحدثت عن أمة بطريقة شاذة فكيف إذا تقدمت الأيام والشهور معها وانتهت المجاملات والأفراح فماذا ستفعل بها وتقول عنها.
تعليق: لاشك أن للأم منزلة كبيرة وعظيمة لا يمكن أن نسمح لأنفسنا إطلاقا أن يتعدى عليها أحد أو يزاحم أحد مشاعرنا لها حباً ووفاءً وإخلاصاً وتضحية, ولكن كل شيء يحتاج إلى حكمة في المواقف والصعاب ومفترقات الطرق, وكل ظرف أو حدث طارئ يتطلب الصبر والحكمة والحلم ونظرة إلى الأمام والمستقبل.